[معنى قول العلماء:(إن الله لا يخلف وعده ويجوز أن يخلف وعيده)]
السؤال
ما معنى قول بعض العلماء: إن الله لا يخلف الوعد ويخلف الوعيد؟
الجواب
يقولون: إن الله لا يخلف وعده، ويجوز أن يخلف وعيده؛ هذا قول لبعضهم.
وأما الوعد فبالاتفاق: أن الله لا يخلف الميعاد، وقد جاء خبر الله به كثيراً، إذا وعد جل وعلا بشيء فلابد من وقوعه، ولكن الوعيد الذي هو التعذيب والتهديد يجوز ألا يقع؛ لأن الله جل وعلا خاطبنا بلغة العرب، والعرب يتمدحون ويفتخرون بإخلاف الوعيد، كما قال الشاعر: وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف ميعادي ومنجز موعدي يفتخر بأنه يخلف تهديده وإيعاده؛ لأنه إذا كان قادراً على الوفاء بوعيده ثم عفا فهذا فخر، وهذا ولا شك أفضل من كونه يعذبه مع القدرة، فالعفو مع القدرة هو من تمام التصرف والحلم والكرم.
ومن العلماء من يقول: لا يجوز أن يقال: إنه يخلف وعيده، ولا يخلف وعده؛ لأن هذا فيه نظر، فإذا أخبر الله جل وعلا بشيء فهو أصدق القائلين تعالى وتقدس، وسيقع لا محالة.