للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرر الرافضة والجهمية على الإسلام والمسلمين]

[الحادية عشرة: ذكره في خطبته قبل موته بخمس الرد على الطائفتين اللتين هما أشر أهل البدع، بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية.

وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد].

يقصد بهذا الرافضة الذين كانوا في مصر والذي يسمون بالعبيديين، فهم أول من بني المساجد على القبور، وأول من بنى القباب، وأول من سن هذه السنة الخبيثة، وقد كتب العلماء فيهم: أنهم ليسوا من الإسلام في شيء، وأن دعواهم النسب كذب، وأنهم من أبناء المجوس، وقد تغلبوا على المغرب ثم على مصر قروناً، وبعضهم صار يدعو الناس إلى عبادته، وبعضهم صار يقول إنه هو الله.

وأما الجهمية فهم الذين أنكروا أسماء الله وصفاته ووصفوه بالعدم، وقالوا: إنه ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا في مكان ولا يجري عليه زمان، ولا تصح إليه الإشارة، ولا أن يقال أين هو، ولا يحس، ولا يرى، ولا يقول، ولا يتكلم، ولا يحب، ولا يُحب إلى غير ذلك، فماذا يكون؟ يكون عدماً.

ولو أن إنساناً قيل له: صف لنا العدم، فلن يستطيع أن يصف العدم بأكثر مما ذكرنا ولهذا يقول: أخرجهم كثير من العلماء الذين كتبوا في الفرق من الثنتين والسبعين فرقة؛ لأن الثنتين والسبعين هم من أهل الإجابة إلا أنهم متوعدون بالنار؛ لأنهم فارقوا سنة المصطفى ولو في جزئيات منها، وأخرجوهم منها؛ لأنهم ليسوا من أمة الإجابة، ومن خرج من أمة الإجابة فهو من الكفار، هذا هو المقصود بالإخراج.