للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[اللواط]

خامساً: عمل قوم لوط، وهو أخبث من الزنا، ولهذا عذب الله جل وعلا أصحابه بأن حملوا ثم نكسوا على رءوسهم ثم أتبعوا بحجارةً.

ويقول جل وعلا: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:٨٣] ويفسرها العلماء: ما هي من ظالمي هذه الأمة الذين يفعلون هذا الفعل، فهي ليست بعيدة منهم بل هي قريبة.

وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه يكون في هذه الأمة خسف ومسخ) يعني: رجم، ومسخيعني: يمسخون قردة وخنازير، ويرجمون من السماء بالحجارة إذا فعلوا كما فعل أولئك الذي نكس الله فطرهم؛ لأن هذا أمر قبيح، تنفر منه الطبائع السليمة وتستقذره.

كيف يتركون النساء التي خلقها الله جل وعلا لهم، ويذهبون إلى الحشوش الخبيثة المنتنة؟ ولهذا يقول عبد الملك بن مروان: والله لو لم يذكره الله جل وعلا في القرآن ما صدقت أن رجلاً يأتي رجلاً؛ لقبح ذلك، ولكن هذا ليس عند كل أحد، فبعض الناس شبه البهيمة، بل البهائم أحسن حالاً منه، فلا يمكن أن بهيمة تأتي بهيمة، أي: ذكراً منها يأتي ذكراً، لا يمكن هذا إلا في نوع واحد وهو الحمار فقط، فهو الذي ينزل بعضه على بعض؛ لأنه من أبلد البهائم وأخسها، أما بقية البهائم فلا يمكن أن تجد ذكراً من البهائم يعلو ذكراً، وهذا الإنسان الذي أخبر الله جل وعلا أنه خلقه في أحسن تصوير قال عنه: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين:٥].

(أسفل سافلين): أول السفول: الأخلاق السيئة المنتكسة، أن تنتكس أخلاقه وفطرته وأعماله، ثم بعد ذلك يسفل ولا يزال يسفل ويستمر في السفول إلى أن يستقر في أسفل سافلين في جهنم، وجهنم هي أسفل سافلين.