للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كل مخلوق ميسر لما خلق له]

السؤال

ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)، هل سبق في علم أنه غير صادق في إيمانه وعمله أم لا؟

الجواب

الله جل وعلا علم أن هذا المخلوق سيوجد في وقت كذا، وأنه سيعمل كذا وكذا، وأنه سيموت على كذا وكذا، فكتب الله جل وعلا ذلك، وقد شاءه قبل ذلك، ولكن مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (فيسبق عليه الكتاب فيعمل)، فلابد من العمل، ولا يؤاخذ أحد بمجرد الكتابة ومجرد العلم السابق لله، لقوله: (فيعمل).

ثم إنه قال عليه الصلاة والسلام: (كل مخلوق ميسر لما خلق له)، فأهل السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة، وأهل الشقاء ييسرون لعمل أهل الشقاء، والأمور مخبوءة ومغيبة لا يدري الإنسان عن شيء من ذلك، وقد أمر بفعل الخير، والاجتهاد والحرص عليه، وأمر بفعل الأسباب، فعليه أن يجتهد في فعل السبب، ويحرص على ما ينفعه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك ولا تعجزن، فإن أصابك شيء -يعني: على خلاف ما تريد- فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل)، فيجب على العبد أن يؤمن بأن الله علم الأشياء وقدرها وكتبها، وأن كل شيء يقع بمشيئته، وأنه هو الخالق وحده جل وعلا وما سواه مخلوق.