للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوكل من أعظم منازل إياك نعبد وإياك نستعين]

قال الشارح رحمه الله: [فهو من أجمع أنواع العبادة وأعظمها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى، فهو من أعظم منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥]].

منازل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] المقصود بها: العبادات المفروضة التي دل عليها قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥]؛ لأن العبادة أنواع متعددة، وكل نوع يكون أصلاً في هذا فهو منزلة من المنازل، وهذا اصطلاح.

والتوكل من أعظم المنازل، يعني: أنه عبادة عظيمة يجب أن تخلص لله جل وعلا، ويدل على هذا: الحديث الذي تقدم في أول الكتاب حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فإنه جعل وصفهم الجامع: (وعلى الله يتوكلون) ولما سئل عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون)، فقوله: (وعلى ربهم يتوكلون)، هو وصف جامع للخصال المتقدمة، وهو سبب دخولهم الجنة، يعني: أنهم جاءوا بالتوكل كاملاً وتاماً فبسبب ذلك سبقوا إلى الجنة.