قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[النساء:٥١].
] سبق بيان معنى الجبت والطاغوت، وأن الجبت: هو السحر كما فسره عمر، وهذا هو سبب ذكر هذه الآية وإعادتها، فهو داخل في الشرك؛ لأنه فسر الجبت بالشرك، وفُسر بالكاهن، وفسر بالذي يعتاض عن شرع الله جل وعلا بغيره.
قال الشارح رحمه الله: [قال عمر: (الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان) هذا الأثر رواه ابن أبي حاتم وغيره.
قوله:{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[النساء:٥١] تقدم الكلام عليهما في الباب الذي قبل هذا وفيه: أن السحر من الجبت.
قال الشارح رحمه الله: [وقول جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد، هذا الأثر رواه ابن أبي حاتم بنحوه مطولاً عن وهب بن منبه قال:(سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها؟ فقال: إن في دهينة واحداً، وفي أسلم واحداً، وفي هلال واحداً، وفي كل حي واحد، وهم كهان كانت تنزل عليهم الشياطين).
قوله:(قال جابر): هو ابن عبد الله بن حرام الأنصاري.
قوله:(الطواغيت كهان)، أراد أن الكهان من الطواغيت، فهو من أفراد المعنى.
قوله:(كان ينزل عليهم الشيطان) أراد الجنس لا الشيطان الذي هو إبليس خاصة، بل تنزل عليهم الشياطين ويخاطبونهم ويخبرونهم بما يسترقون من السمع فيصدقون مرةً ويكذبون مائة.
قوله:(في كل حي واحد): الحي واحد الأحياء وهم القبائل.
أي: في كل قبيلة كاهن يتحاكمون إليه ويسألونه عن الغيب.
وكذلك كان الأمر قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فأبطل الله ذلك بالإسلام، وحرست السماء بكثرة الشهب].