للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أفضل الصحابة أبو بكر الصديق]

أفضل الصحابة على الإطلاق أبو بكر الصديق رضي الله عنه، للنصوص التي جاءت، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يقول: أبو بكر وعمر، ففي مرة قال صلوات الله وسلامه عليه لأصحابه: (إن رجلاً كان يسوق بقرة، فبينما هو كذلك إذ تعب فركبها، فالتفتت إليه وقالت: ما خلقنا لهذا، وإنما خلقنا لحرث الأرض والسقي! فقالوا: سبحان الله! بقرة تتكلم؟! فقال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر ولم يكن أبو بكر وعمر يومئذ في المجلس).

ومرة أخرى كان يحدث أصحابه صلوات الله وسلامه عليه -كما في الصحيحين- فقال: (بينما راع يرعى غنمه، إذ عدا عليه ذئب فأخذ شاة، فاستنقذها راعي الغنم منه، فجلس الذئب على ذنبه فقال: من لها يوم لا راعي لها غيري؟ فقالوا: سبحان الله! ذئب يتكلم؟! فقال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر، ولم يكن أبو بكر وعمر في الناس يومئذٍ)، وأشياء كثيرة.

ولما مرض صلوات الله وسلامه عليه قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، ولما سمعت عائشة ذلك قالت: إن حدث بالرسول صلى الله عليه وسلم حادث لا يزال الناس يكرهون من يقوم مقامه، ولا يمكن أن يوازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، فيكرهون الرجل الذي قام مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: (يا رسول الله! لو أمرت غيره، فإنه رقيق القلب، إذا قرأ القرآن كثر بكاؤه فلا يسمع الناس -وهي ليس قصدها هذا- لو أمرت غيره، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فذهبت وقالت لـ حفصة: اذهبي وقولي له: كذا وكذا -وحفصة كانت صديقتها - فذهبت وقالت له ذلك، فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فكرر ذلك، وأكد ذلك، فبقي أبو بكر يصلي بالناس مدة ما كان مريضاً، ولما مات وحدث ما حدث بين الصحابة من الخلاف، تراجعوا وقالوا: قد رضيه لديننا فنرضاه لدنيانا، ووفقهم الله جل وعلا إلى ذلك، وقد هم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتاباً له ثم ترك الكتاب، وعلم أن الله جل وعلا يهديهم إلى هذا، وأنهم لا يحتاجون للكتاب فتركه.