[المسألة الحادية عشرة: التنبيه على التعليم بالتدريج.
المسألة الثانية عشرة: البداءة بالأهم فالأهم].
وهذا ظاهر من حديث معاذ بن جبل، حيث قال:(فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله، فإن هم أجابوك إلى ذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات) إلى آخره، فبدأ بالأهم ثم ما يليه ثم ما يليه، وهذا معنى التدريج، أن يبدأ بالشيء المهم.
وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يبدأ في طلبه العلم بالأهم، ثم بما هو مهم وإن كان قليلاً، ثم بالشيء الذي يليه في الأهمية، وهكذا وإن كان قليلاً، ومعلوم أن الإنسان إذا كان يريد أن يبني أو ما أشبه ذلك لا يأتي من آخر الشيء فيبدأ -مثلاً- بالسقف أو بالحيطان، لا بد أن يبدأ بالتأسيس أولاً، والتأسيس يكون قوياً، ولا يكون قوياً إلا بالأصول، فيبدأ بالأصل شيئاً فشيئاً ويثبته، فإذا ثبت يبني عليه، وكلما ازداد البناء كثر، فهكذا في الأعمال وفي طلب العلم وفي غيرها، أعمال الدين يجب أن تكون على هذا الأساس، على وفق ما أرشدنا إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم.