قال الشارح رحمه الله: [وأما المحبة الشركية التي قد تقدم بيانها فقليلها وكثيرها ينافي محبة الله ورسوله، وفي بعض الأحاديث:(أحبوا الله بكل قلوبكم)، فمن علامات محبة الله ورسوله: أن يحب ما يحبه الله, ويكره ما يكرهه الله، ويؤثر مرضاته على ما سواه، ويسعى في مرضاته ما استطاع، ويبعد عما حرمه ويكرهه أشد الكراهة، ويتابع رسوله صلى الله عليه وسلم, ويمتثل أمره, ويترك نهيه كما قال الله تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء:٨٠]، فمن آثر أمر غيره على أمره, وخالف ما نهي عنه، فذلك علم على عدم محبته لله ورسوله، فإن محبة الرسول من لوازم محبة الله، فمن أحب الله وأطاعه أحب الرسول وأطاعه, ومن لا فلا، كما في آية المحنة ونظائرها، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان؛ لأن وجود الحلاوة للشيء يتبع المحبة له، فمن أحب شيئاً واشتهاه, إذا حصل له مراده فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك، واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى.
قال: فحلاوة الإيمان المتضمنة للذة والفرح تتبع كمال محبة العبد لله وذلك بثلاثة أمور: تكميل هذه المحبة، وتفريعها، ودفع ضدها، فتكميلها: أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما، فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحب، بل لا بد أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
قلت: ومحبة الله تعالى تستلزم محبة طاعته، فإنه يحب من عبده أن يطيعه، والمحب يحب ما يحبه محبوبه ولابد.
ومن لوازم محبة الله أيضاً: محبة أهل طاعته كمحبة أنبيائه ورسله والصالحين من عباده].
تفريعها المقصود به: تفريعها بأن يفرع عليها محبة الرسول صلى الله عليه وسلم, ومحبة أولياء الله من أهل الطاعات، هذا فرع عليها، وهذا من مكملاتها.