للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى قوله: (فادعوه بها)]

وقوله: (فادعوه بها) أمر من الله جل وعلا أن ندعوه بأسمائه الحسنى.

وكيف ندعوه؟ يعني: أن تكون دعوته بها، وهذا يكون في كل مطلب بما يناسبه، إذا كنت تطلب المغفرة فتدعوه باسمه الغفار والغفور، وإذا كنت تطلب الرحمة فادعه باسمه الرحيم والرحمن، وإذا كنت تطلب الرزق فادعه باسمه الرزاق والجواد والكريم، وهكذا في كل شيء تدعو بالاسم الذي يناسبه، وهذا معنى دعائه بها.

فكذلك كل أمور الإنسان يجب أن تكون ملتمسة ومقترنة بهذه العبادة.

يعني: أن يعبد الله بأسمائه.

فمثلاً: إذا أراد عملاً من الأعمال يقول: باسم الله.

يعني: أستعين بهذا الاسم الكريم، سواءً كان يأكل أو ينام أو يعمل عملاً من أمور الدنيا أو غيرها، وقد يكون هذا واجباً في بعض الأفعال، مثل الذبيحة، فإذا أردت أن تذبح ذبيحة فيجب أن تسمي وتذكر اسم الله، وهذا نوع من عبادة الله وذكره بأسمائه الحسنى.

وكذلك عند الأكل وغيره فهو داخل في الأمر، فكل أفعال الإنسان التي يكون فعلها طاعة، يجب أن تكون مكتملة بدعاء الله جل وعلا باسمه، سواء قصد بالدعاء جلب نفع أو استعانة، أو تقرب إليه جل وعلا بالذبيحة، أو فعل شيء مباح كالأكل والدخول والمشي والجلوس وأعمال الدنيا، وغيرها، فحياة الإنسان لا تنفك عن هذا الأمر، ولكن يجب أن يكون متنبهاً له وقاصداً له؛ لقوله جل وعلا: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:١٨٠] ومعنى ذلك: أن هذه العبادة لا ينفك المؤمن عنها في حال من الأحوال، فدائماً تكون معه، ويجب أن يتنبه لهذا ويقصد ذلك ويريده حتى يثاب عليه، وبعضها يكون واجباً، وبعضها يكون مندوباً.