العقل يدل على علو الله العلماء: إن الله هو الخالق للسماوات والأرض، والإنس والجن، وكل شيء، وهذا أمر لا يُشك فيه، وكل مخلوق له خالق مدبر هو الله، فقالوا: عندما خلق الله المخلوقات لا يخلو الأمر من تقديرات: أحدها: أن يقدر أنه خلق المخلوقات في ذاته تعالى وتقدس، ومن اعتقد هذا فهو كافر، وهذا التقدير باطل قطعاً، أما التقدير الثاني: فهو أنه خلق المخلوقات خارج ذاته، فإذا كان ذلك فلا يخلو الأمر؛ إما أن يكون تحت المخلوقات، أو مخالطاً لها، أو فوقها، وكونه تحتها أو مخالطاً لها باطل قطعاً؛ لأنه بهذا يساوي الخلق ويماثلهم في الوجود في المكان، فإذا: لا بد أن يكون فوق خلقه، وهذا نوع من الأدلة العقلية، وهناك أنواع أخرى عقلية ذكروها.