للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولهم: إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين

[الخامسة: قولهم: إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين].

المسألة التي قالها اليهود من الأشياء التي كفرهم الله جل وعلا بها، ومعلوم أنه يكفي في كفر هؤلاء أنهم ردوا ما جاء به الرسول حسداً، ولم يتابعوه مع أنهم يعلمون أنه رسول الله، فقد أخبرنا ربنا جل وعلا أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فكيف يردونه مع هذه المعرفة؟ بل قال عبد الله بن سلام: (والله إننا لنعرفه أكثر من معرفتنا لأبنائنا؛ لأن أحدنا يخرج من بيته فلا يدري ماذا صنعت زوجته، أما هو فعندنا العلم اليقيني أنه رسول الله) يعني: أكثر من معرفتهم لأبنائهم، ومع هذا كله الذين آمنوا به من هؤلاء لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، والبقية كلهم كفروا به صلوات الله وسلامه عليه؛ حسداً وبغضاً للحق، لماذا؟ لأنه فقط ليس منهم؛ ولأنه من ولد إسماعيل، لماذا لم يكن من ولد يعقوب؟ كأنهم يريدون أن يحجروا فضل الله ولا يتعدى إلى غيرهم، وهكذا الحسد يعمل عمله في الإنسان حتى يحمله أن يختار الكفر على الإيمان، نقول: هذا وحده كاف في كفرهم، كيف إذا انضاف إلى ذلك تفضيل الشرك وأهله على التوحيد وأهله؟