للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر أسماء الله الواردة في القرآن]

قال الشارح رحمه الله تعالى: [وأخرجه الترمذي عن الجوزجاني عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن شعيب بسنده، مثله، وزاد بعد قوله (يحب الوتر: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباري، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور).

ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث].

وهذا الحديث يدور على هذا السبب فقط، والصواب كما يقول كثير من الحفاظ: إن سرد الأسماء ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مدرج استخرجه بعض العلماء من كتاب الله جل وعلا ومن حديث رسوله، ولهذا يوجد في الروايات اختلاف من تقديم وتأخير، ومن زيادة ونقص، وهذا السرد ترك فيه اسم متفق عليه لم يذكر، وهو ظاهر جداً وهو الرب، مما يدل على أن هذا السرد ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء اختلفوا اختلافاً كثيراً في هذا، فأخذ بعضهم ذلك مما ثبت في كتاب الله، وبعضهم أخذوا الأفعال وجعلوها أسماء، وبعضهم صار يزيد وينقص، ولكن لا يجوز أن يؤخذ من كل فعل له اسم، فالأفعال أوسع من الأسماء؛ لأنه تذكر أفعال لله ولكن لا يؤخذ له منها أسماء؛ فإنه جل وعلا يقول: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:٥٤]، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق:١٥ - ١٦]، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:١٤٢] وما أشبه ذلك، فلا يجوز أن نأخذ من هذه الأفعال أسماء له تعالى وتقدس، كما أنه لا يجوز أن نأخذ من قوله: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) فنسميه الصانع، وكذلك لا نسميه الماكر، ولا نسميه المخادع، ولا نسميه الكائد أخذاً من هذه الأفعال، وإنما يجب أن تكون أسماؤه موقوفة على ما سمى به نفسه كالعزيز الحكيم، البر الرحيم التواب، وما أشبه ذلك مما هو ظاهر من أنها أسماء لله جل وعلا، فإذا وجد ذلك دل ذلك على أنها أسماء، وأنها يقينية بلا شك، أما شيء يؤخذ من معانٍ، أو من أفعال، كاسم فعل أو فعل، فلا يجوز أن يعتمد على هذا.

نعم.