والشرك في الأسماء والصفات نوعان أيضاً: النوع الأول: شرك التشبيه كالذين يقولون: يد الله مثل أيدي الناس، وسمع الله مثل أسماع الناس، وبصره مثل أبصار الناس، وعلمه مثل علوم الناس، وهكذا، فهذا شرك في أسماء الله وصفاته، والواجب أن يعتقد أن الله لا شريك له في خصائصه من الأسماء والصفات، وهذا وإن كان قليلاً فقد جاء ذكره في كتاب الله، يقول الله جل وعلا:{فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:١١]، ويقول جل وعلا:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:٦٥]، ويقول جل وعلا:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:١ - ٤].
فالذي يقول مثل هذا القول يخالف هذه النصوص وغيرها من النصوص الكثيرة في كتاب الله.
النوع الثاني من أنواع الشرك في الأسماء والصفات: تسمية المخلوق بما هو من خصائص الله جل وعلا، كالذي يسمي المخلوق -مثلا- حكيماً، عليماً، خبيراً، رءوفاً، رحيماً، وما أشبه ذلك، ومنه الإله أو الآلهة أو الرب، أو ما أشبه ذلك مجرد تسمية، أعني أن يشتق من أسماء الله أسماء للمخلوقين، فيشتق للمخلوق اسماً من اسماء الله جل وعلا، كما فعل المشركون، فإنهم سموا أصنامهم آلهة، فهو كذب وزور، وهو اسم وضع على غير مسماه، ولهذا يقول الله جل وعلا:{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ}[النجم:٢٣]، يعني: ليس لها من هذه التسمية شيء، فهو مجرد اسم فقط لا حقيقة له.
ومن ذلك أنهم سموا بعض أصنامهم بأسماء اشتقوها وأخذوها من أسماء الله، كمناة أخذوها من المنان، واللات أخذوها من اسم الله، والعزى أخذوها من اسم العزيز، وهكذا، وهذا نوع من أنواع الشرك في الأسماء والصفات.