قال الشارح رحمه الله: [وقد أثنى الله سبحانه على الأنصار رضي الله عنهم بالإيثار، فقال تعالى:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:٩]].
الإيثار معناه: أن يبذل الشيء وهو محتاج إليه، فهو يؤثر على نفسه، يعني: يعطي الشيء الذي هو بحاجة إليه، والأنصار رضوان الله عليهم كانت هذه صفتهم، فأثنى الله جل وعلا على من يؤثر غيره على نفسه؛ لأن الحاجة قائمة ولكنه يقدم فيها غيره من المسلمين.
قال الشارح رحمه الله: [والإيثار من أفضل خصال المؤمن كما تفيده هذه الآية الكريمة، وقد قال تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا}[الإنسان:٨ - ٩]].
يعني: هذا معنى الإيثار، قوله:(ويطعمون الطعام على حبه) أعم من الإيثار؛ لأن الإنسان مجبول على حب المال، وهذا شيء ثابت في طبيعة الإنسان أنه يحب المال، وإذا أنفق من المال وهو يحبه فهذا دليل الإيمان والرغبة في الآخرة، وقد أثنى الله جل وعلا على من كانت هذه صفته.