[الخلاف في الذين سكتوا من بني إسرائيل عن الإنكار على أصحاب السبت هل هلكوا أو نجوا؟]
السؤال
يقول السائل: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، ما هو الراجح من أقوال المفسرين في الصنف الثالث، الذي سكت الله تعالى عنهم في سورة الأعراف؟ وهل هناك حديث صحيح يدل على أنهم يعاقبون؟
الجواب
كان ابن عباس رضي الله عنه يظن أنهم هلكوا، ويقول: إن الله جل وعلا ذكر صنفين، فقال في الهالكين: إنه مسخهم قردة، وقال في الذين نهوا عن السوء: إنه نجاهم، وأولئك لما سكت عنهم كانوا مع الهالكين، فقال له مولاه عكرمة: (ليس كذلك، بل الله جل وعلا عاقب الفاعلين، والذين نهوا أثابهم ونوه بأنه نجاهم، والذين سكتوا سكت عنهم، فليسوا هالكين، فكساه بردته لأجل ذلك، أي: أعجبه هذا القول فكساه بردته، وهذا مما يدل على أنه رضي بذلك، وهذا هو الراجح.
والله أعلم.
وإن كان بعض السلف يقول: إنهم مع الهالكين، ويستدل بذلك على وجوب الإنكار، وأن من لم ينكر فإنه يهلك، ولكن هذا غير صحيح؛ وذلك أن قولهم:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ}[الأعراف:١٦٤]، يدل على كراهتم هذا الفعل، ومن كان كذلك فهو ناجٍ.