للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفي الشرك يستلزم التوحيد]

قال الشارح: [وقوله: (وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً) قال الحافظ: اقتصر على نفي الإشراك لأنه يستدعي التوحيد بالاقتضاء، ويستدعى إثبات الرسالة باللزوم؛ إذ من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب الله، ومن كذب الله فهو مشرك، وهو مثل قول القائل: ومن توضأ صحت صلاته.

أي: مع سائر الشروط.

اهـ].

يعني: أن قوله: (يعبد الله ولا يشرك به شيئاً) يستدعي فعل كلما جاء به الرسول؛ لأن هذا أمر معلوم، يعني: فلا يقل قائل: إن هذا ليس فيه ذكر الصلاة، ولا الصوم، ولا الحج، ولا كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: (أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً).

فالعبادة هي أن تفعل ما أمرك الله جل وعلا به على لسان رسوله، وتترك ما نهاك عنه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولابد في عبادة الله أن تكون مع الذل والخضوع والتعظيم، وترك ما نهى عنه مع الرجاء والخوف، فتخاف أنك لو كنت مجرماً أن يعاقبك، وترجو إذا تركته أن يثيبك، هذه هي العبادة.