للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتشار المرائي عن تأثير الموتى والكذب في الحديث لذلك]

ومن الدعايات الباطلة أنهم صاروا ينشرون بين الناس مرائي: أن فلاناً رأى في النوم أن من في القبر الفلاني خرج، وعمل كذا وعمل كذا، وأنه قال له كذا، وقال له كذا وتنشر، وهذه كثيرة.

ثم إن بعض هؤلاء -ما هو كلهم بل بعضهم- صاروا يضعون الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مكذوبة كذباً صريحاً، ويقولون: إنه يقول: (إذا أعيتكم الأمور فلوذوا بأصحاب القبور)، وهذه دعوة صريحة إلى أهل القبور، وينسبون ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كذباً وزوراً، ويقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه)، وما أشبه ذلك من الأحاديث المكذوبة التي وضعوها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا فائدة في تعيين الأشخاص أو تعيين الكتب، والكتب موجودة وتتجدد طباعتها ونشرها وللأسف، وتجد لها أصحاباً يسوقونها، ويتاجرون بها، ويدعون إليها، فهي مسألة مقصودة في الواقع من أشخاص قلوبهم مريضة، تحب عبادة القبور.

ثم ذكر ابن القيم الدرجة الثانية: وهي أنه إذا نقلهم إلى هذه الحالة ينقلهم إلى العكوف والجلوس عند القبور لطلب البركة، والعكوف في مساجد الله عبادة كما هو معروف في شرع الله، والعبادة لا يجوز أن تكون لغير الله جل وعلا، وهذا شيء معلوم في الشرع، فإذا جعلت العبادة لغير الله فقد وقع الإنسان في الشرك.