قال الشارح رحمه الله: [قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: فتوحيد المحبوب ألا يتعدد محبوبه -أي: مع الله تعالى- بعبادته له، وتوحيد الحب ألا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له، فهذا الحب وإن سمي عشقاً فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه، وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إليه من كل ما سواهما، وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله تعالى، فلا يحب إلا الله، ولا يحب إلا لله كما في الحديث الصحيح (ثلاث من كن) الحديث].
العشق لا يجوز أن يستعمل مع الله جل وعلا، فالحب الذي يكون لله لا يجوز أن يقال: إنه عشق أو يقال: عشيق الرحمان أو ما أشبه ذلك؛ وذلك أن العشق حب يتضمن شهوة، فلا يجوز أن يكون لله جل وعلا، تعالى وتقدس، ومحبة الله فوق هذا وأعظم منه، وهي محبة عبادة؛ ولهذا اشترط فيها أن تكون متضمنة للذل والتعظيم، أن يذل ويخضع ويعظمه.
أما محبة العشق فهي لأجل الشهوة، وهذا يكون من مخلوق مع مخلوق، فلا يجوز أن يستعمل هذا في المحبة التي تكون لله جل وعلا.