للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حديث: (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط)]

قال الشارح رحمه الله تعالى: [قوله: (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:١٣٨]) شبه مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل؛ بجامع أن كلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد، فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة.

ففيه الخوف من الشرك، وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله، وهو أبعد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه، ولا يعرف هذا على الحقيقة إلا من عرف ما وقع في هذه الأزمان من كثير من العلماء والعباد مع أرباب القبور، من الغلو فيها وصرف جل العبادة لها، ويحسبون أنهم على شيء، وهو الذنب الذي لا يغفره الله].

في هذه الجملة في قوله صلوات الله وسلامه عليه: (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:١٣٨]) الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أن هذه المقالة هي كمقالة الذين طلبوا الشرك صراحة؛ لأنهم قالوا: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}، أما هؤلاء فقالوا: (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) وسبق أن بينا أن معنى ذات أنواط: شجرة تعلق بها الأسلحة لتحصل منها البركة، وكانوا يجلسون عندها تعظيماًَ لها، وهذا يعد من العبادة، ففي هذا دليل واضح على أن طلب التبرك بالشجر ومثله الأبنية أو الأضرحة أو الحجارة أو البقاع أو الأماكن يكون شركاً، ويكون من الشرك الأكبر، وهذا واضح جداً من هذا النص الجلي.