يعني: كونه يعقد عقداً ثم ينفث فيه هذا من السحر، وهذا من المحرمات، سواءً كان الإنسان ساحراً أو يتشبه بالساحر.
وقد يفعل ذلك بعض الجهال تشبهاً بالساحر، فإذا رأى أن الساحر يفعل كذا فيريد أن يفعل مثله، ومن هذا ما يسمونه عقد الرجل عن زوجته؛ لأنه يكون بعقد، أو يتكلمون بكلام يريدون به منعه عن الوصول إلى زوجته فيعقدون عقدة، ثم يتكلمون كلاماً يقولونه للمنع أنه لا يصل إليها ولا يقربها فيعقدون عقدة وينفثون عليها، وهكذا حتى تكمل العقد التي يريدونها، وقد ينعقد ذلك الأمر كما ذكر ابن القيم: بمساعدة النفوس الخبيثة -نفوس الجن ونفوس الشياطين- مع هذا الفعل، فيتقرب الإنسي إلى الجني بطاعته، ويتقرب الجني إلى الإنسي بمساعدته على السحر، ثم ينعقد الشيء الذي قدره الله كوناً، وليس لهم في ذلك إلا أنهم وافقوا القدر، إلا أنه كان سبباً، وعقد هذا الأمر وحله بيد الله جل وعلا، فعلى الإنسان أن يلجأ إلى الله بالدعاء والاستعاذة من شر هؤلاء، فإنه ينحل.