قوله:(من استعاذ بالله فأعيذوه)، كأن يقول: أعوذ بالله من شرك، أو أعوذ بالله من شر فلان؛ فيجب أن يعاذ.
وهذا كله تعظيماً لله جل وعلا، لأن إعطاءه حينما سأل بالله، وإعاذته مما استعاذ بالله؛ هو من تعظيم الله جل وعلا، وتوقيره ومعرفة حقه.
ولهذا جاء في الحديث:(ملعون من سئل بالله فلم يعط) هذا معناه أنه جعل هذا العمل من الكبائر، وكذلك الاستعاذة مثل ذلك؛ ولهذا لما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة، دخل عليها ومد يده إليها قالت: أعوذ بالله منك، فقال:(لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك)، فتركها.
وهكذا إذا استعاذ إنسان بالله جل وعلا من شر الإنسان أو من شر غيره وهو يستطيع ذلك، فإنه يجب أن يعيذه، إلا أن يستعيذ بالله في أمر محرم كترك واجب، يعني: كأن يلزمه بترك الصلاة، فيستعيذ ويقول: أعوذ بالله منك، ومثل هذا لا يترك ولا يعاذ؛ لأن الله جل وعلا لا يعيذ عاصياً، وإنما يعيذ من كان مطيعاً لله جل وعلا.