للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من الكبائر أكل الربا]

قال الشارح رحمه الله: [قوله: (وأكل الربا) أي: تناوله بأي وجه كان، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:٢٧٥] الآيات [البقرة: ٢٧٥ - ٢٨٠] قال ابن دقيق العيد: وهو مجرب لسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك.

] والربا سبق بيان معناه، وأنه من أعظم المحرمات، وقد أخبر الله جل وعلا أن الذي لا ينتهي عن أكله بعد ما كان جاهلاً وجاءه العلم أنه يكون حرباً لله ولرسوله.

والربا قسمان: ربا يسمى: ربا النسيئة وآخر: ربا الفضل.

فالنسيئة -مثلاً- أن يقرض شيئاً لأجل، فإذا جاء ذلك الأجل يرد عليه أكثر مما قدمه، فالزائد ربا.

وأما ربا الفضل فهو: أن يبيع شيئاً بشيء من جنسه متفاضلاً، وكله من أعظم المحرمات، ويجب على المسلم أن ينتهي عن ذلك، وقول ابن دقيق العيد رحمه الله: إنه مجرب لسوء الخاتمة، يعني: بتجربة أحوال الناس عند الموت، فصاحب الربا لا يستطيع أن يتلفظ بالشهادتين، ويسود وجهه، وتظهر عليه آثار العذاب وهو بين الناس، نسأل الله العافية.

ومعنى سوء الخاتمة: ألا يختم له بما يدل على رضا الله جل وعلا، ومعلوم أن الذنوب كلها خطرة؛ لأنها معاصٍ لله جل وعلا، ومن عصى الله جل وعلا فهو على خطر، فهذه الذنوب تحول بينه وبين ما يرضي الله جل وعلا عند آخر عمره، فيكون مختوماً له بسوء الخاتمة، ولكن الذنوب بعضها أعظم من بعض، ومن أعظمها وأكبرها: أكل الربا؛ لأنه أكل لأموال الناس بلا حق ولا مقابل، ومن أعظم المحرمات: حقوق الناس التي تناولها المرابي وإن كان يزعم أنه تناولها بصنعته وبطريقه وبكسبه، ولكن إذا حرم الله جل وعلا شيئاً فيجب الانتهاء عنه.