للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح قول ابن عباس: (هي إلى السبعمائة أقرب)]

قال الشارح رحمه الله: [قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) كذا أورده المصنف غير معزو، وقد رواه البخاري ومسلم.

قوله: (اجتنبوا) أي: ابعدوا، وهو أبلغ من قوله: دعوا واتركوا؛ لأن النهي عن القربان أبلغ في قوله: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام:١٥١].

قوله: (الموبقات) بموحدة وقاف أي: المهلكات.

وسميت هذه موبقات؛ لأنها تهلك فاعلها في الدنيا بما يترتب عليه من العقوبات، وفي الآخرة من العذاب.

وفي حديث ابن عمر عند البخاري في الأدب المفرد، والطبري في التفسير، وعبد الرزاق مرفوعاً وموقوفاً، قال: (الكبائر تسع -وذكر السبعة المذكورة- وزاد: والإلحاد في الحرم، وعقوق الوالدين).

] الواقع أن العدد غير مقصود، ولا مفهوم للعدد لا للسبع ولا للتسع، ولهذا روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (هن إلى سبعمائة أقرب منهن إلى السبع)، وقد عد العلماء منها ما أوصلوه إلى سبعمائة، وقد يزيد على هذا أو ينقص حسب التتبع والنظر.

ومن المعلوم أن الأفعال تنقسم إلى: أفعال جوارح، وأفعال قلوب، وأفعال القلوب فيها كبائر، كما أن أفعال الجوارح فيها كبائر، فمثلاً: الحسد، وسوء الظن بالله -نسأل الله العافية- والتسخط على القدر وما أشبه ذلك من كبائر القلوب، وقد تكون أشد من كبائر الجوارح والأفعال.

إذاً: المقصود: أن الحصر بهذا العدد غير مراد، وإنما يقصد شيء معين يذكر لمناسبة المقام لذلك.