قال المصنف رحمه الله تعالى:[فيه مسائل: الأولى: الحكمة في خلق النجوم.
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك].
الحكمة في خلق النجوم سبق أنها ثلاثة أشياء، كما ذكرها الله جل وعلا في القرآن: زينة للسماء، وعلامات يهتدى بها، ورجوم للشياطين، هذه هي الحكمة.
[الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل].
منازل القمر الصواب: أن تعلمها جائز، وهذه المنازل الثمان والعشرون سبق أنها في كل ثلاثة عشر ليلة تغرب منها واحدة وتطلع التي تقابلها، وفي نهاية السنة تنتهي، ثم تبدأ من جديد وهكذا، وهذا تدبير لله جل وعلا، يدل على تمام قدرته، وعلى إتقانه جل وعلا كل شيء، ومثل تعلمها تعلم البروج، وكذلك الكواكب السيارة السبعة وغيرها، فالكواكب مثلاً تختلف باختلاف مسيرها؛ كما تختلف في أبعادها وأجرامها وأفلاكها، فمن نظر فيها للاهتداء والاستدلال على قدرة الله وعظمته جل وعلا فلا بأس بهذا، بل قد يكون ذلك مستحباً، أما إذا نظر فيها ليستدل بها أو بمسيرها أو بطلوعها وأفولها على حدوث شيء أو سعادة شيء أو شقاوته فهذا هو المحظور الذي لا يجوز.
[الرابعة: الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر، ولو عرف أنه باطل].