للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسائل باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله]

قال المصنف رحمه الله: [فيه مسائل: الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم].

هذا مأخوذ من قوله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨]، فكل من كان له نصيب من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد أن يكون له نصيب من الدعوة حسب اتباعه، فإن كان اتباعه كاملاً كانت دعوته إلى الله كاملة، وإن كان الاتباع فيه نقص فستكون الدعوة فيها نقص؛ لأنه سبحانه قال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨] يعني: ومن اتبعني يدعو إلى الله علي بصيرة.

وهذا يدلنا على أن الداعي إلى الله يجب أن يكون في دعوته على بصيرة.

والبصيرة هي العلم فيما يدعو إليه، وكذلك هي الفهم والفقه في هذا الأمر، فيجب عليه أن يُرجع الأمور إلى القواعد الشرعية والكليات التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يكون على حسب ما يزين له نظره يتخبط تخبطاً، فإن هذا لن تنجح دعوته، ثم على هذا ستكون الجدوى فيها قليلة، وقد لا يكون مأجوراً فيها.