للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إبطال اتخاذ الأنداد في الشرع]

قال الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:٢٢] أي: لا تجعلوا له نظراء في الحق تصرفون لهم العبادة، مثل الأصنام وغيرها.

وكونهم يعلمون، أي: أنهم يعلمون أنه جل وعلا هو الفاعل لما ذكر من الخلق وفرش الأرض ورفع السماء وإنزال المطر وإنبات النبات، فإذا كانوا يعلمون هذا كيف يعبدون معه غيره؟ هذا ضلال في الواقع.

إذاً: المعرفة ليست معرفة العبادة، وإنما هي المعرفة في الأفعال التي يفعلها الله جل وعلا، وبهذا يتضح أن توحيد الأفعال الصادرة من الله وكونها تضاف إليه وحده ولا يشرك معه فيها غيره؛ أنها لا تفيد في إسلام الإنسان وفي نجاته حتى يضم إليها توحيد العبادة الصادرة من العبد لله وحده.

أما الأمور التي تصدر من الله فهو يعتقد أنه هو المتوحد في إيجادها، وهذا دليل على وجوب أن تكون العبادة له، وهذا كثير في القرآن جداً، وبهذا يتبين أن توحيد العبادة غير توحيد الربوبية؛ فعلى هذا قوله: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً) هو الذي له المثل أو النظير ولو في جزئية من الجزئيات، ولا يلزم أن يفعل الند كفعل الله، ولكن إذا جعل له شيء مما هو لله صار نداً له.