للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قول: اللهم اغفر لي إن شئت وما شابهه]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قول: (اللهم اغفر لي إن شئت): في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له)، ولـ مسلم: (وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)].

قوله: (باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت) يعني: ما حكمه؟ هل هذا يجوز أم أنه من المحرمات التي تنقص التوحيد؟ هذا فيه نقص في توحيد الإنسان، ولا يجوز أن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، اللهم أعطني إن شئت، اللهم أدخلني الجنة إن شئت، يعني: لا يجوز أن يعلق سؤال الله جل وعلا بالمشيئة لما سيأتي، بخلاف سؤال المخلوق، فإن الإنسان إذا سأل مخلوقاً ينبغي له أن يعلق عطاءه بمشيئته يقول: أعطني كذا إن شئت؛ لأن المخلوق فقير محتاج، وقد تتعلق نفسه بالمسئول به ويستحي، وتصبح نفسه معلقة به، فيصبح السائل قد ارتكب محرماً من أجل ذلك؛ لأنه أخذ شيئاً ونفس صاحبه لم تطب به، وهي متعلقة به، وذلك أن المخلوق فقير محتاج دائماً لا ينفك عنه الفقر، أما رب العالمين فهو الغني بذاته عن كل ما سواه، وكل غنى فهو منه.