للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا يوجد ضابط للشرك الأصغر]

الشرك يكون في الأعمال ويكون في الألفاظ، ويكون في النيات والمقاصد، وكلها قد تكون شركاً أكبر، وقد تكون شركاً أصغر، حسب ما يقوم في القلب من مقاصد هذه الأعمال، والألفاظ تبع لما في القلب وكذلك الأعمال؛ ولهذا يصعب تعريف الشرك الأصغر، فلا يوجد هناك ضابط يضبطه، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله: (كيسير الرياء وكالتصنع للخلق، وقول الرجل لولا الله وأنت، وأنا بالله وبك، ومالي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا وكذا).

فهذا من الشرك الأصغر، وقد يكون أكبر حسب ما يكون في قلب الإنسان.

إذاً: ليس هناك ضابط معين يحدد الشرك الأصغر، ويكون جامعاً مانعاً، وإنما يمثل ويحدد بالأمثلة، لكون الأعمال لا تنضبط في ذلك، أما ضبطه بأنه: كل وسيلة تكون مقربةً أو داعيةً أو موصلة إلى الشرك الأكبر؛ فهذا غير صحيح؛ لأن من الأعمال ما هو وسائل إلى الشرك الأكبر وليست من الشرك الأصغر كالصلاة عند القبر، فكون الإنسان يصلي لله عند القبر مخلصاً، هذه وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهي ليست من الأصغر، وغير ذلك من الأعمال المعروفة.