للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب أخذ كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أسماء الله وصفاته]

يجب أن نؤمن بما قاله الله وما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم، وعندنا قاعدة يجب على المسلم أن يعرفها، وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعلم الخلق بالله جل وعلا، وهو أغير الناس على الله، وأشدهم تعظيماً له، وهو -صلوات الله وسلامه عليه- أفصح الناس، وأقدرهم على البيان، وهو كذلك -صلوات الله وسلامه عليه- أنصح الخلق للأمة، فإذا عرف الناس هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيجب عليهم أن يأخذوا ما قاله بكل اطمئنان وقبول، وأنه حق، فلو كان باطلاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولنفاه عن الله جل وعلا، ولن يترك الأمة في دينها يلتبس عليها الأمر ويشتبه، هذا ممتنع عقلاً وشرعاً وعادة من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا أردت أن تعرف هذا يقيناً، فانظر ماذا كان يعلم أصحابه صلوات الله وسلامه عليه؟ علمنا الآداب التي لو تركناها ما أثمنا، مثل أدب الأكل؛ كأن نأكل مما يلينا، ونسمي الله جل وعلا، ولا نأكل متكئين، ويعلمنا أدب الدخول إلى المنزل، فإذا أردت أن تدخل المنزل فاذكر اسم الله، وسلم على نفسك أو على من في البيت، ثم قدم رجلك اليمنى، فإنك إذا ذكرت الله فإن الشيطان يقول لأولاده ولأصحابه: منعتم من المبيت، يعني: من الدخول إلى البيت، ومعلوم أن هذا ليس بواجب، فلو تركه الإنسان لا يأثم، ولكن هذا أدب وفضل، ويعلمنا أيضاً أن الإنسان إذا أراد أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ويسمي الله، وهذا أيضاً ليس بواجب بل أدب فقط، إذا فعله الإنسان فهو خير له، وإن لم يفعله فليس عليه إثم.

وكذلك يعلمنا أدب الدخول إلى المسجد، وأدب قضاء الحاجة، وأدب السلام، وغير ذلك من الآداب التي هي فضل وليست واجبة علينا، بحيث إننا لو تركناها لم نأثم، فكيف يعلمنا هذه الأشياء المستحبة، ويترك باب معرفة الرب جل وعلا ملتبساً مشتبهاً؟ هل يجوز أن يعتقد هذا مسلم؟ لا يجوز أن يعتقده مسلم شهد للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بلغ ما أرسل به، بل لا بد أن يعتقد جازماً أن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق، وفيه النور والهدى والشفاء للشبهات، وأن مخالفته ضلال وخروج عن الهدى، وعن طريق الله جل وعلا، وعن سبيل المؤمنين.