للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كثرة النصوص المثبتة للصفات]

وكما أنه جل وعلا له وجه وله عينان وله يد وله رجلان، وغير ذلك مما أثبته الله جل وعلا لنفسه، وليس كمثله شيء، فقد جاءت النصوص الكثيرة التي تثبت هذه الصفات، يقول الله جل وعلا: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يأخذ السماوات بيمينه والأرض بشماله فيهزهما ويقول: أنا الجبار أين المتكبرون؟ أين الجبابرة؟).

وفي الصحيحين: أن يهودياً من أحبار اليهود جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد! إن الله يوم القيامة يضع السماوات على أصبع، والأراضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، وسائر خلقه على أصبع، ثم يهزهن ويقول: أنا الملك أنا الملك أين ملوك الأرض؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧]).

أما ما يقوله أهل البدع فإنه مردود عليهم بكتاب الله جل وعلا وبما بلغه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه عن ربه جل وعلا.

وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يخطب على المنبر وفي المجامع بذكر صفات الله جل وعلا، كان يخطب يوماً فقال: (إن الله ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، فقام إليه رجل أعرابي كان حاضراً فقال: يا رسول الله! أويضحك ربنا؟ قال: نعم، قال: إذاً: لن نعدم خيراً من رب يضحك) فلم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، بل أقره على هذا، وهذا كثير جداً في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين يقول: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده التائب من أحدكم تضل راحلته عليها متاعه وطعامه وشرابه في أرض دوية، فيطلبها فييئس من وجودها، ثم يأتي إلى شجرة يقول: أموت تحت هذه، فيضع رأسه ينتظر الموت، وبينما هو كذلك إذا راحلته واقفة على رأسه، فيأخذ بخطامها ويقول: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك!! أخطأ من شدة الفرح!).

أما ما ذكره بعض الناس أن الإمام مالكاً رحمه الله كان يكره أن تذكر الصفات عند العوام فهذا باطل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم الخير وهو القدوة، وهو الذي كان يبلغ هذه الصفات ويجب أن يقتدى به، ومع ذلك يجب أن ينفى عن الرب جل وعلا توهم الجاهلين والكاذبين.