للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقسام المحبة]

وقبل هذا بيّن صلوات الله وسلامه عليه أن ربه اتخذه خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، والخلة: هي نهاية المحبة التي ليس بعدها محبة؛ لأن المحبة درجات الواحدة فوق الأخرى، فأولها العلاقة، ثم الصبابة، ثم ترتقي شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى الخلة، غير أنه ينبغي أن يعلم أن المحبة تنقسم إلى قسمين: محبة عامة مشتركة بين الخلق، مثل: محبة الألفة، ومحبة الحنو والشفقة، ومحبة التوقير والتقدير، فالأولى: مثل محبة الزملاء الذين يكون بعضهم مع بعض، أو المتصاحبين، فهذه المحبة تحصل حتى بين الحيوانات؛ لأنها أمر طبيعي.

والثاني: مثل محبة الولد الصغير والضعيف، فهي محبة شفقة وحنو ورحمة.

والثالث: مثل محبة الوالد وهي محبة التقدير والتوقير، وكذلك محبة الطبيعة، مثل: محبة الجائع للطعام، والظمآن للماء، وما أشبه ذلك، فهذه وما أشبهها مشتركة بين الناس وليس فيها شيء من العبادة، ولا ضير على من وقعت منه.

القسم الثاني: محبة خاصة وهي المحبة التي تتضمن الذل والخضوع والتعظيم، وهذه لا يجوز أن تكون إلا لله جل وعلا؛ لأنها عبادة.