للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ليس بين الله وبين أحد من خلقه قرابة]

السؤال

كيف نجمع بين ما جاء في الحديث: (أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا غيمت السماء يقبل ويدبر، ويتغير لونه؛ مخافة نزول العذاب)، وحديث: إعطاء الله له ألا يعذب قومه بسنة عامة؟

الجواب

الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعرف الناس بالله جل وعلا، وليس بين الناس وبين الله جل وعلا صلة تصلهم به يأمنون بها، إلا الطاعة والإيمان ومتابعة أمره، فإذا عصوا أهلكهم الله جل وعلا ولا يبالي بهم.

والأمر بيده: يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر يدعو ويجتهد ويبالغ في الدعاء، ويقول: (يا رب! إن شئت لا تُعبد بعد اليوم، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلا تعبد بعد هذا اليوم)، حتى إن أبا بكر قال: يكفيك مناشدتك ربك، والله! لينصرنك الله جل وعلا، قال هذا ثقة بالله جل وعلا، فالمقصود: أنه لا يوجد أمان تام بأنه لا يحصل العذاب؛ لأن العذاب يحصل بسبب الذنوب، وإذا حصل العذاب فقد يكون مثلما قال الله جل وعلا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال:٢٥]، يعني: أنها تعم الظالم وغير الظالم.

وفي حديث عائشة: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر فيكم الخبث)، وفي الحديث الآخر الذي في صحيح البخاري في ذكر الجيش الذين يخسف بهم، قالت: (كيف يخسف بهم وفيهم من ليس منهم؟! قال: يخسف بهم ثم يبعثون على نياتهم).