للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدين الإسلامي مبني على الإخلاص والمتابعة]

العلماء يقولون: الدين الإسلامي مبني على شيئين: أن تكون العبادة خالصة لله، وأن تكون العبادة موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ما نعبد الله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الكثرة فهي أمر آخر، الكثرة لا شك أنه يتحصل بها العبد على الدرجات العالية، لكن إذا نجا الإنسان من العذاب وسلم فقد فاز: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:١٨٥] مهما كان عمله، ومهما كانت درجته، دع عنك التفاوت في الدرجات، المهم أن تزحزح عن النار وتدخل الجنة، والشقاء الأبدي أن يموت الإنسان مشركاً، هذا هو الشقاء في الواقع؛ ولهذا: يجب على الإنسان أن يعتني بذلك كثيراً، فكيف مثلاً بعلماء يكتبون الكتب في التفسير، وشروح الحديث، وفي الكلام، وفي الفقه وأصوله وغيرها، ويدعون الناس إلى عمارة القبور والبناء عليها والعكوف عندها عكس ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! كيف يكون هذا؟! من للإنسان إذا اغتر بهؤلاء؟! الإنسان ليس معذوراً، ولا ينفعه إذا قال يوم القيامة لربه: رب هؤلاء غروني وأضلوني كما أخبر الله جل وعلا أن الضعفاء يقولون للملأ من الكبراء والقادة الذين يقودونهم: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} هل يكفي هذا؟ ما يكفي، يقول الله جل وعلا: {قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} [الأعراف:٣٨] لهم ولكم؛ لأنكم ما كلفتم أن تتبعوهم، فالمسألة واضحة في الواقع، الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن إسراج القبور، ويلعن من أسرجها، ومن جصصها، ويأمر بتسويتها، ثم يأتي هؤلاء ويأمرون بعمارتها، والبناء عليها، والإسراج عليها، وإذا قيل لهم؛ قالوا: الحديث الذي في صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي ضعيف! هل الذي في صحيح مسلم ضعيف وقولهم صحيح؟ هكذا يقولون صراحة.

فالضلال ما له حد، ويجب على الإنسان أن يكون على بصيرة من أمره، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أنذر وبلغ، وقامت الحجة على الناس ببلاغه، فلا حجة لإنسان على ربه بقول فلان أو فلان.