قال المصنف رحمه الله تعالى:[فيه مسائل: الأولى: تفسير السلام.
الثانية: أنه تحية.
الثالثة: أنها لا تصلح لله].
أي: أن قولهم: السلام على الله يقصدون به تحية، ولا يقصدون به الدعاء لله؛ لأن هذا غير معقول ولا يمكن أن الصحابة يجهلون هذا، فإنما نسبوا أنهم يحيون الله بالسلام.
فلهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله) إلى آخره.
والأولى أنه يقول: معنى تفسير السلام، وسبق أن عرفنا أنه يتضمن الدعاء والإخبار، فهو إخبار بأنه سلم لمن يسلم عليه، وهو يدعو له بالسلامة، وكذلك يذكر اسم الله عليه طالباً من الله أن يسلمه من المكاره، ويخبره في ضمن ذلك أنه سلم له، أي: مسالم له، وأنه لا يناله منه أذى، شأن المسلم مع المسلم؛ لأنه كلما قرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، علم أن هذا هو المسلم حقيقة، فعندما يقول: السلام عليك، يعني: أنت سالم مني، لا ينالك مني أذى، لا من لساني ولا من يدي؛ لأني مسلم.
وكذلك هو يدعو له في ذلك ذاكراً اسم الله، هذا هو حقيقته، وتقدم أن معنى هذا: أن الإنسان يجب عليه أن يعلم الشيء الذي يجب لله، والذي لا يجوز أن يضاف إلى الله فيجتنبه، ويكون ذلك من كمال التوحيد.
[الرابعة: العلة في ذلك].
وهذا هو معنى قولهم: بأن الله هو السلام ومنه السلام؛ لأنه جل وعلا كامل لا يلحقه نقص، فهو الذي يستحق أن تقدم له العبادات ويتقرب إليه بها، مثل: القيام والقراءة والركوع والسجود والتسبيح والتهليل، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:(قولوا: التحيات لله)، يعني: التعظيمات التي فيها عبادة الله جل وعلا.