للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الراجح فيمن سكت الله عنهم في قصة أصحاب السبت]

السؤال

ما هو الراجح من أقوال المفسرين في الصنف الثالث الذين سكت الله تعالى عنهم في سورة الأعراف، وهل هناك حديث صحيح يدل على أنهم يعاقبون؟

الجواب

كان ابن عباس رضي الله عنه يظن أنهم هلكوا، ويقول: إن الله جل وعلا ذكر صنفين فأخبر عن الهالكين أنه مسخهم قردة، وأخبر عن الذين نهوا عن السوء أنه نجاهم، وأولئك لما سكت عنهم كانوا مع الهالكين.

فقال له مولاه عكرمة: ليس كذلك، فالله جل وعلا عاقب الفاعلين، والذين نهوا أثابهم بأن نجاهم، والذين سكتوا سكت عنهم، وليسوا هالكين، فأعجبه هذا، وكساه بردته، مما يدل على أنه رضي بذلك.

وهذا هو الظاهر، والله أعلم، وإن كان بعض السلف يقول: إنهم مع الهالكين، ويستدل بذلك على وجوب الإنكار، وأن من لم ينكر يهلك، ولكن الله تعالى حكى لنا قولهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} [الأعراف:١٦٤]، فهذا يدل على كراهتهم هذا الفعل، وأنهم كارهون له، ولا يوافقونهم عليه، ومن كان كذلك فهو ناجٍ.