قال المصنف رحمه الله تعالى:[فيه مسائل: الأولى: وهي العظيمة: أن من هزل بهذا أنه كافر].
يعني: من هزل بشيء فيه ذكر الله أو هزل بالقرآن أو بشيء من القرآن.
والمقصود بالذي فيه ذكر الله: إما بأسمائه أو صفاته، أو آياته الكونية الخلقية، أو دينه وشرعه الذي شرعه كأمره ونهيه.
وإذا كان الهزل كفراً فكيف الذي يسب الله أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو يسب القرآن أو يسب الدين؟ هذا أعظم من السخرية، ولهذا إذا صدر ذلك من إنسان إن كان هذا بالنسبة للرسول فإنه يجب أن يقتل على كل حال، سواء تاب أو لم يتب، حتى وإن تاب وأظهر الندم فيجب أن يقتل، ولا تقبل توبته ظاهراً، وإذا قتل إن كان تائباً ومظهراً التوبة فيصلى عليه، ويدفن مع المسلمين.
أما إن كان سباً للدين أو لله جل وعلا فإنه إذا تاب تقبل توبته، وليس معنى ذلك أن مسبة الرب جل وعلا أسهل من مسبة الرسول، بل هي أعظم، ولكن لأن الله جل وعلا أخبر أنه قبل توبة التائبين من الذين يسخرون ويكفرون، فإذا كان جل وعلا قبل التوبة فليس للخلق اعتراض على ذلك.
وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يأمر بالذين يسخرون منه بأن يقتلوا.