للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح ألفاظ الحديث]

قال الشارح رحمه الله تعالى: [قوله (في الصحيح): أي: صحيح البخاري.

قوله: (تعس) وهو بكسر العين، ويجوز الفتح, أي: سقط, والمراد هنا هلك، قاله: الحافظ.

وقال في موضع آخر: وهو ضد سعد أي: شقي, وقال أبو السعادات: يقال: تعس يتعس إذا عثر وانكب لوجهه, وهو دعاء عليه بالهلاك.

قوله: (عبد الدينار) هو المعروف من الذهب، كالمثقال في الوزن.

قوله: (تعس عبد الدرهم) وهو من الفضة، قدره الفقهاء بالشعير وزناً, وعندنا منه درهم من ضرب بني أمية, وهو زنة خمسين حبة شعير, وخمسا حبة، سماه عبداً له، لكونه هو المقصود بعمله].

يعني: في القرن الثالث عشر يقولون: عندنا درهم من ضرب بني أمية يعني: بقي إلى ذلك الوقت، ولا يزال عند بعض الناس, واشترى أحد التلاميذ درهماً من أول الإسلام وهو محتفظ به, وهذا يترتب عليه أحكام من أحكام الشرع, كمعرفة المكاييل والموازين، وهو أمر مهم؛ لأن فيها الزكاة وفيها الكفارات وفيها الأحكام التي تتعلق بها كثيراً, فمعرفتها مهمة، فإذا وجد مثل ذلك دينار أو درهم فشيء جيد؛ لأن هذا هو الذي كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يعينه كثيراً على معرفة المقادير والموازين.

قال الشارح: [فكل من توجه بقصده لغير الله, فقد جعله شريكاً في عبوديته, كما هو حال الأكثر.

قوله: (تعس عبد الخميصة) قال أبو السعادات: هو ثوب خز أو صوف معلم, وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة, وتجمع على خمائص, والخميلة بفتح الخاء المعجمة, وقال أبو السعادات: ذات الخُمل: ثياب لها خُمل من أي شيء كان.

قوله: (تعس وانتكس): قال الحافظ: هو بالمهملة أي: عاوده المرض.

وقال أبو السعادات: أي: انقلب على رأسه؟ وهو دعاء عليه بالخيبة، قال الطيبي: فيه الترقي بالدعاء عليه؛ لأنه إذا تعس انكب على وجهه، فإذا انتكس انقلب على رأسه بعد أن سقط.

قوله: (وإذا شيك): أي: أصابته شوكة.

(فلا انتقش) أي: فلا يقدر على إخراجها بالمنقاش، قاله أبو السعادات.

والمراد: أن من كانت هذه حاله فإنه يستحق أن يدعى عليه بما يسوءه في العواقب، ومن كانت هذه حاله فلابد أن يجد أثر هذه الدعوات في الواقع فيما يضره في عاجل دنياه وآجل أخراه].