للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عموم الظن السيئ بالله في كل ما يخالف أمره ومقتضى أسمائه وصفاته سبحانه]

ذكر عن ابن القيم أن ظن الجاهلية عام في كلما يخالف أمر الله، أو ما يخالف مقتضى أسمائه وصفاته، فمن ظن أن الله جل وعلا يساوي بين المؤمنين والمجرمين فقد ظن بالله ظن السوء، ومن ظن أنه يحبط أعمال المؤمنين بذنب أو كبيرة يفعلها المؤمن وهو قد عاش حياته كلها في الطاعة فقد ظن بالله ظن السوء، مثل الخوارج الذين يقولون: إذا فعل الإنسان كبيرة من الذنوب فهو كافر ويخلد في النار.

ومن ظن أن عمله يذهب عليه ولا يحفظ له، ولا يجزى بالحسنة عشر أمثالها وبالسيئة مثلها فقد ظن بالله ظن السوء، ومن ظن أن الله لا يعلم ما في قلبه ولا يطلع على أفعاله فيجازيه عليها إن كانت خيراً فخيراً، وإن كانت شراً فإنه يعاقبه بما يستحق فقد ظن بالله ظن السوء، فكلما ظن الإنسان خلاف شرع الله وخلاف مقتضى أسماء الله جل وعلا، فإنه يظن بالله ظن الجاهلية.

والآية الأخرى التي في سورة الفتح: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح:٦]، وفي قراءة أخرى: (ظَنَّ السُّوْءِ)، والسوء خلاف الحسن وخلاف الجميل وخلاف العدل والحق.