للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحريم كل اسم معبد لغير الله]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب].

هذا قاله ابن حزم في كتابه: مراتب الإجماع، والظاهر -كما قال الشارح- أنه يقصد بالاتفاق الإجماع، والإجماع إذا ذكر، فالمقصود به إجماع من ينضبط إجماعه من علماء الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين القريبين من عهدهم الذين يمكن أن يحصر قولهم، أما بعدما انتشر العلماء في أقطار الأرض فيصعب أن يقول الإنسان: أجمعوا على هذه المسألة؛ لأن الاطلاع على أقوالهم وما قالوه في ذلك صعب، وابن حزم له كتاب اسمه: مراتب الإجماع، ذكر فيه الأمور التي أجمع عليها العلماء، وقد ذكر هذا الكتاب أو جله في أول كتابه المحلى، وهو كتاب مستقل.

وقوله: (اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله جل وعلا، كعبد عمرو وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب) معنى قوله: أن التعبيد لغير الله محرم، وأنه مجمع على تحريم ذلك، وأنه لا يجوز أن يسمى أحد من بني آدم عبداً لمخلوق، سواء كان المخلوق عاقلاً أو غير عاقل، كأن يكون عبداً للحجر أو عبداً للشجر أو عبداً للكعبة أو عبداً لموضع أو لغير ذلك؛ وذلك لأن هذا من الشرك الظاهر؛ لأن العبودية يجب أن تكون لله جل وعلا، وإذا قيل: هذا عبد كذا، فهذا يعني أنه يعبد هذا الذي أضيف إليه، والعبادة يجب أن تكون لله جل وعلا، ولا يجوز أن تكون لغيره، هذا هو وجه الإجماع على تحريم التعبيد لغير الله جل وعلا.