[ضعف الحديث الوارد في أن المراد بالآية هو آدم وحواء]
قال الشارح رحمه الله تعالى: [قال الإمام أحمد رحمه الله في معنى هذه الآية: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عمرو بن إبراهيم قال: حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما ولدت حواء طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره).
وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار عن بندار عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد به وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن إبراهيم.
ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الصمد مرفوعاً وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
هذا من تساهل الحاكم رحمه الله، فإن عمرو بن إبراهيم ليس على شرط الشيخين؛ ولهذا فإن الترمذي رحمه الله مع تساهله قال: حسن غريب، والغريب عنده ضعيف، والحسن ليس من غير هذا الوجه، وكون الحاكم صححه لا يعتمد على تصحيحه، فقد صحح بعض الأحاديث الموضوعة، وهو كما يقول بعض العلماء: لم يحرر كتابه؛ لأنه ذكر في بعض كتبه بعض الرجال وقال: لا تحل الرواية عنهم مثل عبد الرحمن بن عسكر قال: لا تحل الرواية عنه، ومع ذلك روى عنه في المستدرك حديثاً وقال: إنه صحيح! فالمقصود أنه لا يعتمد على تصحيحه رحمه الله، فلهذا ينظر في ذلك، والصواب ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله: فقد خرجنا من عهدة الحديث، يعني: بالعلل التي ذكر كونه بها ضعيفاً، وهي علل قادحة في الحديث.
قال الشارح رحمه الله: [ورواه الإمام أبو محمد ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي عن هلال بن فياض عن عمرو بن إبراهيم به مرفوعاً.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا سهيل بن يوسف عن عمرو عن الحسن: {جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا}[الأعراف:١٩٠] قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن آدم].
وهذه هي العلة الثالثة، وهي كما قال الحافظ ابن كثير: قادحة، فلو صح الحديث عند الحسن لما خالفه.