للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقلد لغيره في الباطل أو الحق]

المقلد الذي يقلد غيره: إما أن يكون المقلد يستطيع أن يميز بين الأمر والنهي، ويستطيع أن يعرف الدليل؛ فهذا لا يجوز له التقليد، ويجب عليه أن يعرف الحق بنفسه إلا في الأمور التي لا يستطيع لها، فهذا منوط بالتكليف، فإن الله جل وعلا لا يكلف نفساً إلا وسعها، والوسع هو الطاقة والاستطاعة، فالله لا يكلف الإنسان ما لا يستطيعه، وقد قال الله جل وعلا: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:٤٣] لأنه لا يستطيع أن يعرف الأدلة، ويعرف مناط الحكم، ويعرف مراد الله في هذا النص، أو أنه يدخل هذا الحكم في هذا النص أو غير ذلك، فهو يلجأ إلى أهل العلم يسألهم عن ذلك.

وعليه أن يتقي الله في هذا، ويبحث عن الأعلم والأتقى، فما اطمأنت إليه نفسه فإنه يكلف به.