وماتت أمّه صلّى الله عليه وسلم بالأبواء بين مكّة والمدينة، وعمره صلّى الله عليه وسلم يومئذ أربع سنين، وقيل ثمان سنين. هذا جملة ما اختلفوا فيه.
وكفله بعد موت أبيه جدّه عبد المطّلب، قال محمّد بن ظفر (١): حدّثنى الأستاذ الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الوهّاب التميمى عن أبى محمّد الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصيرفى، وهو ابن الطيورى، عن أبى محمّد الحسين ابن على الجوهرى، عن محمّد بن العبّاس بن حيويه، عن أبى القاسم عبد الوهّاب بن أبى حبّة، عن محمّد بن شجاع البلخى، عن أبى عبد الله محمّد ابن عمر الواقدى بإسناده أنّ شيبة الحمد، وهو عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، كان يبسط له فراش إلى جوار الكعبة فيجلس عليه فى ظلّها، ويحدق فراشه بنوه وغيرهم من سادة أسرته، وكان الفراش يبسط ويجتمعون حوله قبل مجيئه، فيأتى النبىّ صلّى الله عليه وسلم-وهو طفل-يدبّ ولا يثنيه عن الفراش شئ حتّى يجلس عليه، فيزيله أعمامه عنه، فيبكى حتى يردّوه إليه، فطلع عليهم عبد المطّلب يوما وقد أزالوه عن الفراش، فقال لهم: ردّوا ابنى إلى مجلسى، فإنّه يحدّث نفسه بملك عظيم، وسيكون له شأن. فكانوا بعد ذلك لا يردّونه عنه حضر عبد المطّلب أو لم يحضر.
ولمّا وفد عبد المطّلب على سيف بن ذى يزن فى سادة قريش يهنّونه بما