وقال الهيثم بن عدىّ فى كتاب المثالب: إنّ عمرو بن أميّة كان عبدا لأميّة اسمه ذكوان فاستلحقه، وهو أبو أبى معيط، واسم أبو معيط أبان، وهو جدّ أبو قطيفة الشاعر المشهور، واسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط، وهو القائل:
القصر فالنخل فالجمار بينهما ... أشهى إلى القلب من إيوان جيرون
إلى البلاط فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون
قد تكتم الناس أسرارا فأعلمها ... ولا ينالون حتى الموت مكنونى
الشعر لأبى قطيفة المذكور، واللحن فيه لمعبد، ولأهل مكّة والمدينة مع الحجاز فى ذلك الوقت كانت عناية كبيرة بهذا الشعر ممّا يأتى ذكر بعض شئ منه فى موضعه اللائق به إن شاء الله تعالى.
ولمّا بلغ صلّى الله عليه وسلم إحدى وخمسين سنة قدم عليه جنّ نصيبين فأسلموا.
وفيها أسرى به صلّى الله عليه وسلم، وله من العمر إحدى وخمسون سنة وتسة أشهر، من بين زمزم والمقام إلى بيت المقدس، فشرح صدره فاستخرج قلبه فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه حتى حشى إيمانا وحكمة (١)، ثم أتى بالبراق فركبه، وعرج به إلى السماء، فأخبر صلّى الله عليه وسلم أنّه لقى آدم فى سماء الدنيا، وفى الثانية عيسى ويحيى، وفى الثالثة يوسف، وفى الرابعة إدريس، وفى الخامسة هارون، وفى السادسة موسى،