وفى السابعة إبراهيم، مسندا ظهره إلى البيت المعمور صلوات الله عليهم أجمعين، وفرض على أمتّه الصلوات الخمس.
ولمّا بلغ ثلاثا وخمسين سنة هاجر من مكّة إلى المدينة، وكانت هجرته يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأوّل (١)، وكان دخوله المدينة يوم الاثنين، وكانت إقامته بمكّة بعد النّبوّة ثلاث عشرة سنة.
وكان يتبع الناس فى منازلهم بعكاظ ومجنّة، وفى المواسم يقول: من يؤوينى؟ من ينصرنى حتى أبلّغ رسالة ربّى وله الجنّة، فيمشى بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعث الله الأنصار فآمنوا، وكان الرجل منهم يسلم ثم ينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلاّ وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام.
وكان يصلّى إلى بيت المقدس تلك المدّة ولا يستدبر الكعبة بل يجعلها بين يديه، وصلّى بعد قدومه إلى المدينة بيت المقدس سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا.
ولمّا هاجر عليه السلام كان معه أبو بكر الصدّيق، ومولى له يقال له عامر ابن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط (٢) الليثىّ، وهو كافر ولم يعرف له إسلام.
قال أبو بكر: أسرينا ليلتنا ويومنا حتى إذا قام قائم الظهيرة وانقطع الطريق، ولم يمرّ أحد، رفعت لنا صخرة لها ظلّ [لم تأت عليه الشمس، قال: فسوّيت