الحواريّين (٤٢) بالذى أمرت (١) فاختلفوا علىّ، فأوحى الله إليه: إنّى سأكفيك، فأصبح كلّ إنسان منهم يتكلّم بلسان الذين وجّهه إليهم»، فقال المهاجرون:
يا رسول الله، والله لا نختلف عليك أبدا فى شئ فمرنا وابعثنا! فبعث حاطب ابن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة، وشجاع بن وهب الأسدىّ إلى كسرى (٢)، وبعث دحية بن خليفة إلى قيصر، وبعث عمرو بن العاص إلى ابنى الجلندى أميرى عمان.
قال: فمضى حاطب بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فلمّا انتهى إلى الإسكندريّة وجد المقوقس فى مجلس مشرف على البحر، فركب فى البحر فلمّا حاذى مجلسه أشار بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم بين إصبعيه، فلمّا رآه أمر بالكتاب فقبض، وأمر به فأوصل إليه، فلمّا قرأ الكتاب قال: ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو [علىّ](٣) فيسلّط علىّ؟ فقال حاطب: ما منع عيسى بن مريم أن يدعو على من أبى عليه أن يفعل به ويفعل (٤)؟ فوجم المقوقس ساعة ثم استعادها، فأعادها عليه حاطب، فسكت، فقال له حاطب: إنّه قد كان قبلك رجل زعم أنّه الربّ الأعلى فانتقم الله به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر بك، وإنّ لك دينا لن تدعه إلاّ لما هو خير منه، وهو الإسلام الكافى الله به فقد ما سواه،