وما بشارة موسى بعيسى إلاّ كبشارة عيسى بمحمّد صلّى الله عليه وسلم، وما دعاؤنا إيّاك إلى القرآن إلاّ كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنّا نأمرك به، ثم قرأ الكتاب، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتّبع الهدى، أمّا بعد، فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: {أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا (٤٣) بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ (١)}»، فلمّا قرأه أخذه فجعله فى حقّ من عاج وختم عليه.
قال (٢): حدّثنا عبد الرحمن قال حدّثنا عبد الله بن سعد المذحجىّ عن ربيعة ابن عثمان عن أبان بن صالح، قال: أرسل المقوقس إلى حاطب ليلة، وليس عنده إلاّ ترجمان، فقال: ألا تخبرنى عن أمور أسألك عنها فإنّى أعلم أنّ صاحبك قد تخيّرك حين بعثك، قلت: لا تسألنى عن شئ إلاّ صدقتك، قال: إلى ما يدعو محمّد؟ قال: إلى أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتخلع ما سواه، ويأمر بالصّلاة، قال: فكم تصلّون؟ قال: خمس صلوات فى اليوم والليلة، وصيام شهر رمضان وحجّ البيت، والوفاء بالعهد، وينهى عن أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، قال:
من أتباعه؟ قال: الفتيان من قومه وغيرهم، قال: فهل يقاتل (٣) قومه؟ قال:
نعم، قال: صفه لى؟ قال: وصفت صفة من صفته لم آت عليها، قال: قد بقيت