للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل صلّى الله عليه وسلم مكّة صبيحة يوم الأحد من [كداء] (١) من الثنيّة العليا التى بالبطحاء، وطاف للقدوم مضطبعا، فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم خرج إلى الصفا فسعى بعض سعيه ماشيا، فلمّا كثر عليه ركب ناقته، ونزل صلّى الله عليه وسلم بأعلى الحجون، فلمّا كان يوم التّروية-وهو ثامن ذى الحجّة-توجّه إلى منى فصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبات بها وصلّى بها الصبح.

فلمّا طلعت الشّمس سار إلى عرفة، وضربت قبتّه بنمرة، فأقام بها حتى زالت الشمس، فخطب الناس وصلّى بهم الظّهر والعصر جمع بينهما بأذان واحد وإقامتين، ثم راح إلى الموقف ولم يزل واقفا على ناقته القصوى يدعو ويهلّل ويكبّر حتّى غربت الشمس، ثم دفع إلى المزدلفة بعد الغروب، وبات بها وصلّى بها الصبح، ثم وقف على قزح-وهو المشعر الحرام-يدعو ويكبّر ويسبّح ويهلّل حتى أسفر، ثم دفع قبل طلوع الشمس حتى أتى وادى محسّر، فقرع ناقته فحنّت، فلمّا أتى منى رمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم انقلب إلى المنحر ومعه بلال وأسامة، أحدهما أخذ بخطام الناقة، والآخر بيده ثوب يظلّه من الشمس، وليس ثم ضرب ولا طرد ولا إليك إليك، ثم نحر فى المنحر، وكان قد أهدى مائة بدنة فنحر منها ثلاثا وستّين بيده، ثم أعطى عليّا ما غبر منها، وأشركه فى هديه، (٥٧) ثم أفاض إلى البيت فطاف به سبعا، ثم أتى السقاية فاستسقى، ثم رجع إلى منّى وأقام بها بقيّة يوم النحر وثلاثة أيّام التشريق، يرمى فى كلّ يوم منها الجمرات الثلاث ماشيا بسبع سبع، يبدأ بالتى تلى فى الخيف ثم بالوسطى،