ترجّله وتنعله وطهوره، وفى شأنه كلّه، وكان ينظر فى المرآة وربّما نظر فى الماء فى ركوة فى حجر عائشة وسوى جمته، وكان لا يفارقه فى سفره قارورة الدهن، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والمقراض، والسواك، والخيوط والإبرة فيخيط بها ثيابه، ويخصف فعله.
وكان يستاك بالأراك، وكان إذا قام من النوم يشوّص فاه بالسواك فيستاك فى الليلة ثلاث مرار: قبل النوم، وعند القيام من النوم، وعند الخروج (٧٨) إلى صلاة الصبح.
وكان يحتجم فى الأخدعين وبين الكتفين، واحتجم وهو محرم [بملل (١)] على ظهر القدم، وكان يحتجم لسبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرين.
وكان صلّى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلاّ حقّا، دخل يوما على أمّ سلمة وقد مات نغير (٢) ابنها من أبى طلحة، [فقال له: «يا أبا عمير (٣)]، ما فعل النّغير؟» وجاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، احملنى على جمل، فقال:«أحملك على ولد النّاقة؟» فقالت:
لا يطيقنى، قال:«لا أحملك إلاّ على ولد النّاقة». قالت: لا يطيقنى. فقال لها الناس: وهل الجمل إلاّ ولد الناقة؟ وجاءته أخرى فقالت: يا رسول الله إنّ زوجى مريض، وهو يدعوك، فقال:«لعلّ زوجك الذى فى عينيه بياض».
فرجعت المرأة وفتحت عين زوجها لتنظر إليها، فقال: ما لك؟ فقالت: أخبرنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن فى عين زوجك بياضا، فقال: ويحك وهل أحد إلاّ وفى عينيه بياض؟ وجاءته أخرى فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنّة! فقال: