ومنها شرح صدره لمّا عرج به، وإخراج العلقة التى هى حظّ الشيطان من قلبه، ثم غسله بماء زمزم وأعاده، وقد تقدّم ذكره.
ومنها إخباره عن بيت المقدس وما فيه وهو بمكّة حين تردّدوا فى عروجه، وسألوه أن يصف لهم بيت (٨١) المقدس، فكشف الله عزّ وجلّ له عنه فوصفه لهم.
ومنها انشقاق القمر له فرقتين حين سألته قريش آية، وأنزل ذكر ذلك فى القرآن العظيم.
ومنها أنّ ملأ من قريش جلسوا فى الحجر بعد ما تعاقدوا على قتله فخرج صلّى الله عليه وسلم فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم على صدورهم، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل صلّى الله عليه وسلم حتى وقف على رؤوسهم، فقبض قبضة من تراب وقال:
«شاهت الوجوه»، ثم حصبهم فما أصاب رجلا منهم حصبة من ذلك الحصى إلاّ قتل يوم بدر.
ومنها أنّه رمى القوم يوم حنين بقبضة من تراب فهزمهم الله تعالى، وقال بعضهم: لم يبق منّا أحد إلاّ امتلأت عيناه ترابا، وفيه أنزل:{وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى»}(١).
ومنها آية الغار، إذ خرج القوم فى طلبه، فعمى عليهم أثره، وصدّوا عنه وهو نصب أعينهم، وبعث عنكبوت فنسجت عليه.